المال سر السعادة

لـ : رؤى بنت فهد السليّم

مدربة معتمدة، حاصلة على ماجستير الإعلام الرقمي

@iRoaa

مشاهدتنا للناس من حولنا خصوصاً في وسائل التواصل الاجتماعي تجعلنا نربط السعادة في المال فقط!

ليس لدي مال لأسافر، ليس لدي مال لأقتني أحدث الأجهزة، ليس لدي مال لأشتري أجمل الأواني، ليس لدي مال لأتغدى في مطعم وأتعشى في آخر وأحتسي قهوتي في مكان فاخر هادئ!

صحيح المال سر السعادة، لن أكون كبعض الكتّاب ومدربي تطوير الذات وأقول لك المال لا يجلب السعادة فكم من غني تراه سعيداً وهو حزين من الداخل.

لكن سأقول إذا لم يكن لدي المال الكافي لأفعل ما يفعله غيري هل سأتكئ على جدار اليأس وأقضي حياتي منتحباً ؟!

لا لن أفعل! فالمال سر السعادة لكنه ليس سرّها الوحيد، سأسعى بما أوتيت من قوة لكسب المال، وأثناء ذلك لن تضيع أيامي منتظراً أن أجمع المال وأصرفه على سعادتي ثم أعود لنقطة الصفر وهكذا!

بل سأستمتع بكل لحظة في حياتي، فليس فقط المال ما يسعدني، قربي من الله في سجدة آخر الليل يسعدني ويجعل روحي تحلق، ضحكة طفلي تجعلني أسعد، دعوة أمي تجعلني أطير فرحاً برضاها عني، رائحة عطري ليلة الزفاف يعيد لي أجمل ذكرياتي، سقايتي للورود والنباتات في بيتي تزيدني نشاطاً وطاقة!

تعلمت من حياتي ألّا أعلّق سعادتي على شيء واحد وأجعل أيامي تمضي منتظرة حصوله، بل سأستمتع بأصغر أشيائي قبل أكبرها، لن أجعل يوماً واحداً يمر دون أن أستمتع بتفاصيله، ولن أجعل حدثاً واحداً يفسد علي يومي كله!

ذلك ما عاهدت نفسي به في نهاية 2017م، فقد مضت الكثير من الأيام الجميلة دون أن أستمتع بتفاصيلها، ولا أريدكم أن تقعوا في نفس الخطأ.